إن الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للأمهات هو حق أساسي من حقوق الإنسان الأساسية، ومع ذلك لا يزال الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للأمهات بعيد المنال بالنسبة لملايين النساء في جميع أنحاء العالم، لا سيما أولئك اللاتي يعشن في المجتمعات النائية والمحرومة من الخدمات. في منطقة المقيبرة في لحج باليمن، تقف سارة، وهي قابلة متفانية تتمتع بخبرة تزيد عن 13 عاماً، كشعاع من النور والأمل، حيث تقدم خدمات صحة الأمومة الأساسية للنساء والأسر الضعيفة.


لأكثر من عام، كانت سارة، بالإضافة إلى قابلات المجتمع المحلي الأخريات، جزءًا لا يتجزأ من مشروع صحي شامل تنفذه وكالة السبتيين للتنمية والإغاثة (ADRA) في اليمن بتمويل من مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمساعدة الإنسانية (BHA). وإدراكًا منها للتحديات الفريدة التي تواجهها النساء في المنطقة، تركز سارة على توفير الرعاية المباشرة من خلال الزيارات المنزلية، والوصول إلى أولئك الذين قد لا يستطيعون الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية. ومهمتها واضحة: توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية للأمهات في المجتمع الذي يعاني من نقص الخدمات في هذه المنطقة النائية.
تشمل خدمات القابلة مجموعة واسعة من التدخلات الهامة، بدءاً من الرعاية قبل الولادة للأمهات الحوامل إلى دعم الأمهات الجدد وأطفالهن الرضع بعد الولادة. خلال زياراتها المنزلية الدقيقة، تجري سارة فحوصات دقيقة وتراقب العلامات الحيوية مثل ضغط الدم ومستويات السكر في الدم بعناية. وهي مدرّبة على تحديد المضاعفات المحتملة، بما في ذلك فقر الدم والنزيف، وتوفر الإحالة في الوقت المناسب إلى المرافق الصحية المحلية أو مستشفى ابن خلدون عند الضرورة.

وتمثل منطقة المقيبيرة عقبات لوجستية كبيرة، حيث تفصل المسافات الطويلة بين المجتمعات المحلية ومراكز الرعاية الصحية وتكاليف النقل المرتفعة التي تشكل عبئاً كبيراً على الأسر. ومع ذلك، فإن تفاني سارة الثابت يسمح لها بالتغلب على هذه العقبات. ومما يعزز التزامها الدعم الذي تقدمه لها منظمة أدرا التي تزودها بالإمدادات الطبية الأساسية والأدوية والأدوات اللازمة التي تمكنها من الوصول إلى أكثر الأسر النائية وتقديم رعاية صحية عالية الجودة. هذه المهمة صعبة للغاية ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لسارة أن تنكر الرضا الذي تجلبه لها رؤية الارتياح في عيون الأمهات بعد الفحص الطبي المطمئن، أو مشاهدة الفرحة عند سماع أول صرخة لمولود جديد يتمتع بصحة جيدة.
يجسد عمل سارة القوة التحويلية لمبادرات الرعاية الصحية المجتمعية. فمن خلال تقديم الخدمات الأساسية مباشرة إلى النساء في منازلهن، لا يقتصر عملها على تلبية الاحتياجات الصحية الفورية فحسب، بل تعمل على تمكينهن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رفاههن ورفاهية أسرهن.
يمثل تفانيها مصدر إلهام، حيث يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه القابلات في سد الفجوة بين المجتمعات المحرومة وموارد الرعاية الصحية الحيوية.





ومع استمرار سارة في عملها في المقيبرة تؤكد على أهمية استمرار الاستثمار في برامج الرعاية الصحية المجتمعية، لا سيما تلك التي تركز على صحة الأمهات، لضمان حصول جميع النساء على الرعاية التي يستحقونها.
أنارت الجهود الدؤوبة التي تبذلها منظمة أدرا في اليمن الطريق نحو تحسين نتائج صحة الأمهات، وجلبت الأمل والرفاهية للمجتمعات التي تصارع الشدائد. إن التحديات كثيرة، لكن المكافآت كثيرة، وكذلك المكافآت التي تتجلى في ضحكات الأطفال وابتسامات الأمهات الممتنة في هذه الزاوية النائية من العالم.