دبابة صغيرة، حلم شاهق الارتفاع

كيف ازدهرت أمنية فتاة واحدة في الماء.

تخيل عالمًا يكون فيه شيء أساسي مثل المياه النظيفة صراعًا يوميًا ومصدر قلق دائم. بالنسبة إلى لارين، البالغة من العمر تسع سنوات، والتي تعيش في لبنان مع عائلتها، لم يكن هذا مجرد خيال، بل كان واقعاً. غالباً ما يواجه اللاجئون السوريون مثل لارين وعائلتها تحديات هائلة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحصول على الضروريات الأساسية مثل المياه النظيفة.

ولكن ماذا لو كان هناك حل بسيط يمكن أن يغير كل شيء؟

أدخل مشروع SWISS، وهو جهد تعاوني بين أدرا لبنان وأدرا سلوفاكيا، مصمم لإرواء عطش مجتمعات اللاجئين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة على حد سواء. لم يكن الأمر يتعلق فقط بحفر الآبار أو تركيب خطوط أنابيب فاخرة؛ بل كان الأمر يتعلق بجلب الأمل والكرامة والاستقرار من خلال شيء أساسي مثل الحصول على المياه النظيفة.

تخيل فرحة لارين عندما حصلت أسرتها على خزان مياه بسعة 1,000 لتر، وهو واحد من 1,082 خزاناً وزعتها منظمة أدرا في لبنان. وفجأة، أصبح الشقاء اليومي لجلب المياه من مصادر بعيدة، غالباً ما تكون ملوثة وغير آمنة، شيئاً من الماضي.

والآن، تخيل التأثير المضاعف. لم تكن عائلة لارين وحدها. فقد شهدت أكثر من ألف عائلة هذا التحول نفسه. وأصبح بإمكان الأطفال مثل لارين التركيز على تعليمهم، والآباء والأمهات على كسب الرزق، والمجتمعات على بناء مستقبل أكثر إشراقاً.

قصة لارين هي أكثر من مجرد قصة ماء، إنها شهادة على قوة التواصل والتعاون الإنساني. إنها تسلط الضوء على العمل الرائع الذي تقوم به منظمة أدرا في لبنان، التي تسد الفجوة بين الحاجة والحل، وتحول الأحلام إلى واقع قطرة واحدة في كل مرة.

ولكن إليك الجزء المثير للفضول: قصة لارين ليست فريدة من نوعها. فهناك عدد لا يحصى من القصص الأخرى مثل قصتها، تنتظر أن تُروى وتنتظر فرصتها لتزدهر. وهذا يثير سؤالاً عميقاً: إذا كان هناك شيء بسيط مثل خزان مياه يمكن أن يحدث مثل هذا التغيير الهائل، فما الذي يمكن أن يحدثه شيء آخر؟

ماذا لو استطعنا، كأفراد ومجتمعات، أن نتكاتف مع منظمة أدرا ونعزز جهودها ونخلق تأثيراً مضاعفاً يصل إلى أبعد من ذلك؟ ماذا لو لم تكن قصة لارين مجرد مثال معزول للأمل، بل كانت شرارة تشعل حركة عالمية من التعاطف والتغيير؟

تكمن الإجابة في داخل كل واحد منا. لدينا القدرة على أن نكون جزءًا من شيء أكبر، وأن نساهم في عالم لا تكون فيه المياه النظيفة امتيازًا بل حقًا. تذكرنا قصة لارين بأنه حتى أصغر الأعمال الطيبة يمكن أن يكون لها أكبر الأثر. إنها تدعونا إلى التشكيك في افتراضاتنا، وتحدي الوضع الراهن، وتبني القوة التحويلية للتعاون.

لندع قصة لارين تلهمنا لنكون عوامل للتغيير، ونجعل العالم أكثر إشراقًا، قطرة واحدة في كل مرة.

شارك هذا المنشور

عن منظمة ADRA

وكالة السبتيين للتنمية والإغاثة هي الذراع الإنسانية الدولية لكنيسة السبتيين السبتيين التي تعمل في 120 بلداً. ويعمل عملها على تمكين المجتمعات وتغيير حياة الناس في جميع أنحاء العالم من خلال توفير التنمية المجتمعية المستدامة والإغاثة في حالات الكوارث. ويتمثل هدف الوكالة في خدمة الإنسانية حتى يعيش الجميع كما أراد الله. 

المزيد من الأخبار والمدونة

منارة الأمل

لقد واجه لبنان، البلد ذو الحضارة العريقة والثقافة الغنية، سلسلة من التحديات التي لا تصدق...
arAR