منذ عام 2017، عملت منظمة أدرا لبنان ومنظمة أدرا سلوفاكيا جنباً إلى جنب لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في لبنان، بتمويل من منظمة المعونة السلوفاكية وتحت إشراف السفارة السلوفاكية في بيروت ومنظمة أدرا سلوفاكيا. وقد ركزت هذه الشراكة على توفير التدخلات الأساسية في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والنظافة العامة، ودعم التعليم، وتحسين البنية التحتية التي ساهمت في رفع مستوى حياة الفئات الضعيفة من اللبنانيين واللاجئين السوريين.
وطوال هذه الفترة، كانت هناك زيارات رصد متكررة لمناطق المشروع لضمان فعالية التدخلات واستدامتها. وكان من بين الزوار البارزين سعادة السيدة إنغريد بروكوفا، والسيد ماريك فارغا، من بين آخرين، الذين شهدوا معالم بارزة مثل افتتاح خزان بعلبك في مايو 2021. وقد حضر هذا الحدث شركاء محليون، بمن فيهم المحافظ ومسؤولو البلدية ومؤسسة مياه البقاع، مما يسلط الضوء على الجهود التعاونية بين القطاعات.
لم يقتصر تعاون أدرا المؤثر مع سلوفاكيا على لبنان. ففي تموز/يوليو 2022، سافر موظفو أدرا في لبنان إلى سلوفاكيا لتلقي التدريب في مجال التمويل، مما يدل على تبادل الخبرات المتبادلة بين المكتبين. وبالمثل، قامت وكالة أدرا في سلوفاكيا بالعديد من الزيارات للتأكد من أن المشاريع لا تتقدم فحسب، بل تلبي بالفعل احتياجات السكان المحليين واللاجئين.
المشاريع الرئيسية وأثرها (2017-2024)
1. 2016-2017: بناء القدرات لإدارة الشؤون الإنسانية
في عام 2016، أوفدت منظمة أدرا سلوفاكيا إديتا بيدناروفا، وهي خبيرة في إدارة المشاريع، إلى منظمة أدرا في لبنان لدعم بناء القدرات لمدة سبعة أشهر. ركز عملها على تعزيز مهارات الفريق المحلي وتعزيز قدرته على إدارة المشاريع الإنسانية بفعالية. وشكّل ذلك بداية شراكة عميقة الجذور تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.
2. 2019-2021: التدخل في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في بعلبك
واستجابةً لندرة المياه في بعلبك، أطلقت منظمة أدرا سلوفاكيا ومنظمة أدرا في لبنان مشروعاً للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في بعلبك حيث تم بناء خزان مياه بسعة 500 متر مكعب، مما وفر إمكانية الحصول على المياه النظيفة لحوالي 29,000 شخص من اللبنانيين والسوريين. واستكمالًا لتحسينات البنية التحتية، شارك 118 شخصًا من سكان العشوائيات في تدريب للتوعية بالمياه والصرف الصحي. وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة، تضمن المشروع أيضًا توزيع 70 حزمة تعقيم على الأسر السورية، مما عزز أهمية النظافة الصحية خلال جائحة كوفيد-19.
3. 2019-2020: دعم التعليم للأطفال اللاجئين
في عام 2019، عملت المتطوعة آنا هروبونوفا عن كثب مع منظمة أدرا لبنان في بيروت، مع التركيز على تعليم الأطفال في مخيمات اللاجئين السوريين. وعلى الرغم من تقصير مدة مهمتها التي استمرت 10 أشهر بسبب الجائحة، إلا أن مساهماتها كان لها أثر كبير في تحسين فرص حصول الأطفال اللاجئين على التعليم.
4. 2021-2022: البنية التحتية المستدامة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والطاقة في الفاعور
عالج هذا المشروع احتياجات البنية التحتية الحرجة في قرية الفاعور، حيث استفاد 9,375 شخصًا، بمن فيهم اللاجئون السوريون واللبنانيون الضعفاء، من تركيب 100 مصباح إنارة بالطاقة الشمسية وخزان مياه مرتفع ومراحيض. ولم تقتصر هذه التدخلات على تحسين السلامة والنظافة الصحية فحسب، بل ساهمت أيضًا في تمكين المجتمعات المحلية من خلال تدريبها على الصيانة، مما يضمن الاستدامة على المدى الطويل.
5. 2022-2024: تعزيز البنية التحتية الحيوية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية
من عام 2022 إلى عام 2024، واصلت منظمة أدرا سلوفاكيا ومنظمة أدرا لبنان تعاونهما المؤثر من خلال التركيز على التدخلات في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في 6 بلديات ومستوطنتين عشوائيتين و10 مدارس في منطقة البقاع الأوسط. بميزانية قدرها 200,000 يورو، وزّع المشروع أكثر من 1,000 خزان مياه بلاستيكي، وركّب نظامًا لإمدادات المياه يعمل بالطاقة الشمسية في مخيمات اللاجئين، ووفر حاويات قمامة لبلدية مجدل عنجر، ودعم المدارس بوقود التدفئة خلال فصل الشتاء. وقد أدى هذا النهج الشامل لدعم البنية التحتية إلى تحسين نوعية الحياة لأكثر من 7,000 شخص من الفئات الضعيفة في المنطقة.



المساعدات الإنسانية ما بعد المشاريع
كما امتدت الشراكة بين أدرا لبنان وسلوفاكيا لتشمل المساعدات الإنسانية المادية. فقد تم بالتعاون مع وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية في جمهورية سلوفاكيا تأمين شحنة من 80 طرداً تحتوي على حقائب مدرسية ولوازم النظافة وقوارير المياه للأطفال النازحين في لبنان. وكانت هذه الشحنة جزءًا من المساعدات الإنسانية الرسمية التي قدمتها سلوفاكيا وأثبتت العلاقات القوية بين البلدين في الاستجابة لاحتياجات لبنان المتزايدة.
شراكة دائمة من أجل مستقبل أفضل
إن التعاون بين منظمة أدرا لبنان ومنظمة أدرا سلوفاكيا، بدعم من منظمة المعونة السلوفاكية والسفارة السلوفاكية، هو دليل على قوة الشراكات الدولية في إحداث تغيير حقيقي. فمن بناء البنية التحتية الأساسية إلى تمكين المجتمعات المحلية بالمهارات والموارد، لعبت هذه الشراكة دوراً محورياً في معالجة بعض التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في لبنان. وبينما تتطلع كلتا الوكالتين إلى المستقبل، تظلان ملتزمتان بمواصلة عملهما في توفير الأمل وتحسين نوعية الحياة للفئات الأكثر ضعفاً.
تجسد هذه الشراكة كيف يمكن للجهود الإنسانية أن تتجاوز الحدود، وتعزز الصمود والكرامة والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً في لبنان.